انها الرياضة اللبنانية التي انكشفت على حقيقتها، انما هي لعبة كرة السلة التي لم تسطع أن تبقى في منأى عن التجاذبات السياسية. ليلة أمس شهدت عدة إستقالات في إتحاد كرة السلة مما أدى ذلك إلى سقوطٍ مدوٍ لإتحاد اللعبة عشية مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة العالم. وقد جاء الحديث عن هذه الإستقالات وسقوط الاتحاد على اثر الاشكال الذي حصل مع فريق الشانفيل. فهنا أتساءل، هل للفرق الكلمة في الإنتخابات الاتحادية؟ أهناك ضغوطات سياسية على الفرق في الانتخابات السلوية؟ أهناك تدخل مباشر للأحزاب السياسية في هذه اللعبة الجماعية؟
تمثل هذا الموسم في كرة السلة بظهور الواقع كما هو. أغلبية الفرق كانت مدعومةٌ مادياً من جهاتٍ سياسيةٍ معروفة الهوية. فتحول الصراع السياسي من الشارع إلى ملاعب كرة السلة. ففي النهائيات الدوري إلتقى خصمان سياسياً هما تيار المستقبل المتمثل بدعمه لفرق الرياضي والتيار الوطني الحر المتمثل بفريق الشانفيل التابع إلى المدرسة الشانفيل. هناك فريق الهوبس كان قد وصل إلى مراحل متقدمة في البطولة. رئيس نادي الهوبس هو جاسم قانصو إبن عاصم قانصو الذي كان على رأس حزبٍ مواليٍ للسوريين. وكذلك من الفرق التي وصلت إلى أدوارٍ متقدمةٍ في البطولة فريق المتحد طرابلس المدعوم من حليف تيار المستقبل عائلة الصفدي. ويبغي أن نشير إلى أن الخلاف الذي حصل بين اندية الشانفيل والمتحد كان سبب إحتدام الخلاف داخل الاتحاد ما أدى إلى سقوطه منذ ساعةٍ قليلةٍ. وكذلك كان الأبرز هذا الموسم فريق الحكمة الذي كان محايداً عن السياسة إذ به يتلاقى دعماً من القوات اللبنانية.
هذا التجاذب السياسي الضخم داخل ملاعب كرة السلة إنعكس سلباً على الإتحاد وعلى المنتخب الوطني. فلم تنفع الأموال والسياسة التي دوخات في دم منتخبنا الوطني لأن لبنان ما تمكن من الوصول إلى بطولة العالم بجدارته بل من خلال بطاقةٍ خاصةٍ من الإتحاد الدولي. أما اليوم، فسقوط الإتحاد له عوامل سلبية على اللعبة في موسمها القادم وعلى المنتخب اللبناني في مشاركته في بطولة العالم. فالسياسة دخلت إلى كرة السلة وقسمتها معسكراتٍ لها ليحقق السياسيون في الملاعب ما لا يستطيعون تحقيقه في الشارع.
عندما نرى اللعبة تنهار وأحلامنا تتلاشى من جراء السياسة، نقول للسياسيين
لكم قاعاتكم ولنا ملاعبنا. لكم سياساتكم ولنا اهدافنا. لكم مشاريعكم ولنا أحلامنا. فإن كنت قد فشلتم في ميدانكم، دعونا لا نفشل نحن أيضاً. إن كنتم سبب إنقسامٍ دعونا نكون سبب وحدةٍ. وإن كان لديكم جماهيرٌ غفيرةٌ فجمهورنا أكثر. اتركونا بسلامٍ لكي نكون مصدر سلامٍ ونحقق ما فشلتم أنتم في تحقيقه. اتركونا لكي نصنع المجد للبنان ونجعل رايته ترفرف في أعلى الجبال. لكم سياستكم ولنا رياضاتنا.
|